وقفة تقويمية بعد مرور عام ِِِِ 2010 ِِِ

.

وقفة تقويمية بعد مرور عام ِِِِ 2010 ِِِ

الحمد لله الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، والحمد لله الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا،وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا،وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

إخواني و أخواتي في الله

تذكروا بانقضاء الشهور و الأعوام انقضاء العمر، وبسرعة مرور الأيام قرب الموت، وبتغير الأحوال زوال الدنيا وحلول الآخرة، فكم ولد في هذا العام من مولود، وكم مات فيه من صاحب أو قريب أو حبيب، وكم استغنى فيه من فقير وكم افتقر فيه من غني وكم عز فيه من ذليل وكم ذل فيه من عزيز .....

إخواني و أخواتي في الله

إننا اليوم على مشارف انتهاء عام ميلادي كامل، فنحن اليوم أقرب للقبر من الأمس فكل سنة بل كل شهر بل في كل يوم أنت عبد الله تقترب من قبرك أكثر فأكثر، ولازال سيرك هذا مستمر نحو قبرك حتى تصل إليه طوعا أو كرها، قال الحسن البصري: ابن آدم إنما أنت أيام كلما ذهب يوم ذهب بعضك.
كل ابن آدم وإن طالت سلامته * * * يوما على آلة حدباء محمول.

نعم إخواني إنك ميت وإنهم ميتون. حقيقة لابد أن تسلم بها وتعمل تحت مدلولها وحكمها . روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطب فقال:((أيها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم، وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم، إن المؤمن بين مخافتين بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه، وأجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه، فليأخذ العبد من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته ومن الشبيبة قبل الهرم ومن الحياة قبل الموت)).

إخواني و أخواتي في الله

هاهي ذي الأعوام تتجدد عاما بعد عام، فأنتم تودعون عاما شاهدا عليكم، وتستقبلون عاما جديدا مقبلا إليكم، فبماذا ودعتم العام الماضي واستقبلتم العام الجديد. فليقف كل منا مع نفسه محاسبا،

وليحاسبها عن الاسلام والايمان فهلا قدمت لهما شيئا ؟؟ ... أم كنت ممن شوه هذا الدين بأخلاقه وتصرفاته؟
هل قدمت شيئا لله تعالى ترجو به الدار الآخرة؟ ...
هل بلّغت عن النبي صلى الله عليه وسلم آية أو حديثا تفقهه وتعلم حكمه؟ أم كنت ممن لا يأخذون من هذا الدين إلاّ ما وافق هواهم وديدنهم؟ ...
هل انغرست في قلبك وعقلك وتسرفاتك شيئا من الاسلام والايمان أم ماذ استفدت من إسلامك؟ ...
هل نصحة لإخوانك بالتي هي أحسن؟ أم أنت مع كل ناعق فاغرا فاه؟...
هل تعلمت قواعد وأحكام هذا الدين ؟...

وحاسب نفسك عن الصلوات وأدائها واسئل نفسك ...
كم من صلاة لم تصلها في وقتها؟...
وكم من صلاة لم تصلها مع الجماعة؟...
وكم من صلاة ما كنت فيها إلاّ واقفا بلا خشوع ولا خضوع ولا طمئنينة؟ ...

ثم سل نفسك عن بقية الفرائض والواجبات على نحو ما تقدم ...
ثم سل عما ستئمنت عليه من أموال ومتاع وأولاد،... ماذا عملت فيهم؟ ... وماذا قدمت لهم؟...
ثم سل نفسك عبد الله عن صلة أرحامك وهل أنت قاطع أو واصل لها؟...
ثم سل ما قدمته لهذه الأمة وما دورك في هذه الدنيا؟... أم أنت ممن يسعى نحو سلامته ولا يعبئ بالجرى أو يجري لإخوانه المسلمين؟... واسمع لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تدعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)). فهل توجعت عبد الله لتوجع إخوانك في فلسطين وغيرها من البلدان؟ وماذا قدمت وماذا تريد أن تقدم لو أمكنك ذلك؟...

سل نفسك عبد الله عن الصغير والكبير... عن التافه والمعتبر... عن الخفي والجلي...
فحاسب نفسك اليوم فأنت أقدر على العلاج، فإنك لا تدري ما يأتي به الغد...
حاسبها في ختام عامك وفي جميع أيامك، فإنها خزائنك التي أودعت فيها أعمالك، وعما قريب ستفتح لك فترى ما أودعت فيها، يوم يقال لك: (( إقرأكتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا )) .