مسلمة مسلمة عضو متميز
عدد المساهمات : 200 نقاط : 394 تاريخ التسجيل : 15/07/2013 الموقع : فى ارض الله (In the land of allah)
| موضوع: آداب المجلس في الإسلام الخميس نوفمبر 28, 2013 2:45 pm | |
| آداب المجلس في الإسلام الحمد الله غافر الذنب، وقابل التوب شديد العقاب، مسبب الأسباب، وهازم الأحزاب، والصلاة والسلام على محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فإن الإنسان لابد له في حياته من معاملة الناس ومخالطتهم ومجالستهم؛ ذلك أنه لا يمكنه أن يعيش لوحده، بل إن المخالطة أمر لا مفر منه.. وهؤلاء الجلساء قد يكونون صالحين مصلحين، وقد يكونون فاسدين مفسدين؛ فإن كان الجلساء صالحين فإن المجالس ستكون مجالس خير وبركة وطاعة، وإن كان الجلساء فاسدين فإن المجالس ستكون مجالس حسرة وندامة ومعصية؛ فعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا منتنة)رواه البخاري ومسلم. ولتلك المجالس التي يجلسها الناس آداب وأخلاق: أولا: السلام عند الدخول إلى المجلس، وعند الخروج منه؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم فإذا أراد أن يقوم فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة)رواه أبو داود والترمذي ثانيا: أن لا يقيم الرجل أخاه من مجلسه ثم يجلس فيه، بل يتفسحوا ويتسعوا؛ فإن ذلك مما يعمق الأخوة ويزيدها توثيقا. ثالثا: إذا دخل الإنسان على جماعة فإن عليه أن يجلس حيث ينتهي به المجلس؛ فإن هذا هو فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفعل أصحابه وجلوس الإنسان حيث انتهى به المجلس دليل على تواضعه، وبُعده عن الكبر والعجب. رابعا: أن لا يفرق بين اثنين في المجلس؛ إلا في حالة إذا أذنا له بالجلوس بينهما فلا بأس، وذلك بأن يقولا له تعال فاجلس هنا، أو يوسعان له ليجلس بينهما؛ فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده-رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يحل لرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما)رواه أبو داود والترمذي. خامسا: أن لا يتناجى اثنان دون الثالث؛ فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا كان ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث) أخرجه مسلم.والعلة في النهي عن ذلك أنه إذا تناجى اثنان دون الثالث فأن ذلك من الشيطان وهو مما يحزن الإنسان؛ كما قال تعالى: {إنما النجْوى من الشيْطان ليحْزُن الذين آمنُوا} سورة المجادلة(10). سادسا: عدم مقاطعة المتكلمين إن مقاطعة المتكلمين من العادات السيئة المنافية للآداب والتي كثيرا ما يسهو الإنسان فيقع فيها، ولا سيما في مجالس الحوار والنقاش، حيث يكون أحد الجالسين متكلما فيقطع كلامه ويأتي آخر لقطع كلام الثاني وهكذا إلى أن يصبح المجلس مجلسا للهرج والمرج لا تفهم من أحدهم كلمة، ناسين قول سيد الكائنات صلى الله عليه وآله وسلم:"من عرض لأخيه المسلم المتكلم في حديثه فكأنما خدش وجهه". سابعا: التيامن في الدخول إلى المجلس والخروج منه، وشغل الأماكن بالجلوس، وإخلائها بعد المجلس، وفي توزيع الماء أو الطعام، حيث يبدأ بسيد المجلس ثم الأيمن فالأيمن؛ فقد كان النبي –صلى الله عليه وسلم يعجبه التيامن في كل شأن طيب من شؤونه؛ تقول عائشة: كان النبي-صلى الله عليه وسلم- يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله. رواه البخاري ومسلم ثامنا: أداء حق المجلس، من كف الأذى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إياكم والجلوس في الطرقات)، قالوا: يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه)، قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: (غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)رواه البخاري ومسلم. تاسعا: أن لا تكون تلك المجالس مجالس فيها مخالفات شرعية؛ كالغيبة والنميمة، والمراء والجدال والكفر والإلحاد، والغناء والمعازف والاختلاط وإثارة الغرائز والشهوات، وما إلى ذلك؛ قال الله تعالى لنبيه: {وإذا رأيْت الذين يخُوضُون في آياتنا فأعْرضْ عنْهُمْ حتى يخُوضُواْ في حديثٍ غيْره} سورة الأنعام(68). عاشرا: حفظ أسرار المجالس، وما ائتمنه عليه أصحابها، فإن إفشاء ذلك من الخيانة؛ يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنما المجالس بالأمانة)حسنه الألباني في صحيح الجامع، رقم (2330).. حادي عشر: الإكثار من ذكر الله -تبارك وتعالى-، والصلاة على النبي-صلى الله عليه وسلم-؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما من قوم يقومون من مجلس، ولا يذكرون الله -تعالى- فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان لهم حسرة)رواه أبو داود بإسناد صحيح. وعنه -رضي الله عنه- أيضا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله –تعالى- فيه، ولم يصلوا على نبيهم فيه؛ إلا كان عليهم ترة، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم)رواه الترمذي. ثاني عشر: أن الإنسان إذا جلس مجلسا مباحا ثم كثر فيه لغطه، وكثرت غفلته، وقل ذكره لربه؛ فإن عليه كفارة ذلك المجلس؛ وهي ما جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك)أخرجه الترمذي ، فالسنة أن يدعو بهذا الدعاء في أي مجلس جلسه.. | |
|
أنس المدير العام
عدد المساهمات : 2656 نقاط : 3855 تاريخ التسجيل : 06/10/2009 الموقع : أرض الله
| موضوع: رد: آداب المجلس في الإسلام السبت نوفمبر 30, 2013 7:22 am | |
| | |
|