أرجعها ان استطعت

كان هناك صديقين يتبادلان الحديث وفجأه لم يستطع الصديق ان يمنع لسانه
من اطلاق قذائفه على صاحبه الذى اغضبه ، كان كلامه حادا قاسيا ، حمل كل
مافى نفسه من غضب وضيق وحنق .
وعاد كل م الصديقين الى داره ، الغاضب هدأ وعاد لرشده ، والمغضوب عليه
حزين غير مصدق أن يؤلمه صديقه بهذه الكلمات القاسيه الملتهبه .
وبعد ما عاد للغاضب رشده ، ندم وتألم ، وضاقت عليه الدنيا بما رحبت ، انه كان
قاسيا جدا ، ليت الكلمات تعود مرة اخرى الى جوف المرء منا .. هكذا قال لنفسه
وتمنى فى الم !!
وقرر الصديق ان يعتذر لصديقه ويستسمحه ، وبالفعل ذهب اليه معتذرا ومنكسرا
طالبا منه العفو والغفران ، وقبل الصديق وغفر له قسوة كلامه وشدة عباراته .
لكن الصديق المعتذر لم يسامح نفسه ، واحس ان هناك شيئا قد انكسر فى علاقته
بأخيه ، فكر كيف يعيد الماء الى ماكنت عليها ، ويمزق تلك الصفحة المؤلمه بصديقه
ذهب الى رجل حكيم كان يقصده طلبا للمشوره فقال له الحكيم :
طاوعنى فيما اطلب منك ولك منى النصيحة الصادقة .
فوافقه الصديق النادم بلا ابطاء ، فقال له الحكيم : خذ هذا الكيس الصغير ، ان به
عشرين ريشه من ريش الدجاج ، ضع امام كل بيت من بيوت الجيران واحده ثم عد !!
لم يجادله الرجل بل اجابه واخذ منه الكيس وفعل ماامره به الحكيم .
وعندما عاد اليه قال له الحكيم : الان اذهب وعد الى بالريش مرة اخرى ! .
فذهب الرجل وعاد والكيس فارغ ، فالريش قد اطارتها الرياح بعيدا .
هنا ابتسم الحكيم قائلا : وكلامنا كالريش ، يخرج منا ويتطاير ابعد مما كنا نظن ،
ولانستطيع ارجاعه او السيطرة عليه مادام قد فارق شفاهنا .
سهل جدا ان ننثر الريش هنا وهناك ، كما انه سهل جدا ان نتفوه بالكلمات والعبارات
لكن اذا احببنا ان نعيدها مرة اخرى فالامر ليس سهلا .
ومن هنا نفهم ان الحكمه التى اراد ان يقولها لنا الحكيم هى :
ان التحكم فى سلوكنا ايسر من ارجاع الكلمة القاسيه او السلوك المندفع .
واننا اذا احببنا امتلاك الافئده فيجب ان نضبط انفسنا ونتحكم فى مشاعرنا واحاسيسنا
ان اللسان يجرح الفؤاد كما يجرح السكين جسد المرء ، وكما ان التئام الجروح ليس بالسهل
فما الذى يضطرنا الى ترك اثار سيئه فى افئده الاخرين
تعلموا يااخوانى هذه الحكمه وتذكروا الريش المتطاير وصعوبة جمعه ، ولا تفعل شىء قد
تندم عليه وتمنى ارجاعه .
الحقيقة تظهر ذلات اللسان كما قال فرويد ....وشكرا

.

موضووع راائع ما شاء الله عليك ............

» قصيدة " خذ ما استطعت من الدنيا و أهليها "