كلمة في فضل صيام يوم عاشوراء
الحمد لله العلي الكبير، المتفرد بالخلق والتدبير، الذي أعز أولياءه بنصره
وأذل أعداءه بخذله، فنعم المولى ربنا ونعم النصير
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان
إلى يوم الدين وسلم تسليماً.
أما بعد، فإن في هذا الشهر شهر المحرم
كانت نجاة موسى عليه الصلاة والسلام وقومه من عدو الله فرعون وجنوده
وإنها والله لنعمة كبرى تستوجب الشكر لله عز وجل
ولهذا لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة
وجد اليهود يصومون اليوم العاشر من هذا الشهر
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أنا أحق بموسى منكم» فصامه وأمر بصيامه
فضل صيام يوم عاشوراءعن أبي قتادة رضي الله عنه قال : سُئل النبي صل الله عليه وسلم
عن صيام يوم عاشوراء ، فقال :
« إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله » . رواه مسلم
إلا أنه صلى الله عليه وسلم أمر بعد ذلك بمخالفة اليهود
مراتب صيام يوم عاشوراءأكملها : أن يُصام قبله يوم وبعده يوم
ويلي ذلك : أن يصام العاشر ويوماً قبله وهو التاسع،
أو يوماً بعده وهو الحادي عشر
وإضافة اليوم التاسع إليه أفضل من الحادي عشر.
ويلي ذلك : إفراد العاشر وحده بالصوم
ونحصل بذلك على مخالفة اليهود التي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بها
وفقني الله وإياكم لشكر نعمته، وحسن عبادته
وحمانا من شرور أنفسنا برعايته إنه جواد كريم
وجزاكم الله خيراً