هل اضعنا الطريق ( رمضان ام مرضان )

بسم الله الرحمن الرحيم

على لسان شهر رمضان :

إبتعدو عني ..

أتركوني لوحدي ..

دعوني لهمي ...

كنت بالأمس أفضل الشهور عند الله ..

كان الكل يعتق من النار فيَّ ..

كان الكل لا آتي حتى يتهلل و جهه فرحا ..

و يقول : هللت أهلا و حللت سهلا يا شهر التوبه ..

و كان الكل يبكي لفراقي ..

لأنه فراقٌ للبركات ..

خروج من ضيافة الرحمن ..

كانت فيَّ ليالٍ عظام ..

كنت أسمع قُرّاء القرآن ..

كنت أسمع الدعاة بالأسحار ..

كنت أسمع الباكون من خشية الله ..

كنت أرى جوع الصائمون بالفعل ..

كنت أرى آثار صيامهم لي على أفعالهم و أقوالهم و حركاتهم و همساتهم ..

كنت أرى التسابيح و كأنها أزيز النحل ..

كنت أرى الأخلاق العاليه لصيامي ..

كنت أفرح كلما نظرت إلى و جوههم ..

كنت أسعد عند حظور فطورهم ...

كنت أشتاق لولوج بيوتهم ..

كنت أتباهى بإيمانهم ..

كنت أسأل ربي بحقهم ..

كنت ..

كنت ..

:
آه ..

أمَّ الآن ..

فلا أجد من يرحب بمقدمي ..

و كأنني غريب عنهم ..

ولا أجد من يصوم أيامي بحق..

ولا أجد من يقوم ليلي ..

ولا من يبكي في نهاري ..

ولا حتى أسمع أدعيتي تتلى ..

ولا أرى إلا أناسٌ أرهقم السهر ..

فناموا نهاري ..

و نسوا فضلي ..

ولا أرى إلا أناس قد أَغَرَّتهم الدنيا ..

فزادوا لها حبا و عملا و تركوني غريبا لوحدي ..

ولا إرى إلا جماع المال و حطام الدنيا ..

ولا أرى أحبتي جماع الثواب و طُلاب الأخرى ..

آه ..

كم أصبحت أخشى علهم من عذاب ربي ..

كم أصبحت أهاب أن أدخل بيوتهم ..

لكي لا أبكي ...

فهم بين نائم ... أو مشاهد ... أو طاهٍ

أين أحبتي ..

كم أصبحت أكره أن أجلس على موائدهم ..

مليئة بالطعام و كأنهم ما صاموا إلا ليأكلوا ..

نسوا الجياع نسوا الفقراء نسوا المساكين ..

آه ..

كم بت غريبا ...

كم بت أهاب أن أدعى على سحورهم ..

نهم في نهم ..

و كأنني شهر تعذيب لهم ..

آه ...

تُرِكت أقارع نفسي ..

و أشكو إلى ربي ..

من هاكذا ناس ..

ربي أين الباكون من خشيتك ..

ربي أن المحبين للقائك .

ربي أين قوام الليل ..

ربي أين صوام النهار ...

ربي أين قراء القرآن ..

إين الناس بحق .

فبت في آخر المطاف ..

أدعوا عليهم ..

بدلَ أن أدعوا لهم ..

يومي تحول من ..

دعاء , صلاة , عباده , عمل , طاعه , رحمه .

إلى .

نوم , تسليه , نهم , سهو , جمع المال , سيئات , عذاب .

آه ...

كم بت أكره قدومي على الناس ..

لكي لا يعصون ربهم أكثر من ذي قبل ..

آه ..

دعوني .. لوحدي ..

و اغربوا عن و جهي ..

لقد بت غريبا بين أهلي ..



إخواني و أخواتي الأعزاء ..

هذا حال رمضاننا الكريم ..

فهل ندعه هكذا دائما ..


فماذا أعددنا لرمضانا القادم أخبروني أحبتي ؟..